الخميس، 2 مايو 2013

الحرية

الحرية

 
 
مشاركة العضوة : فخامة الحرف
 
ﺃﻭﻻ‌ - ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ :
ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻠﻔﻈﻲ ﻟﻠﺤﺮ ﺑﻀﻢ ﺍﻟﺤﺎﺀ ﻫﻮ ﺧﻼ‌ﻑ ﺍﻟﻌﺒﺪ , ﻭﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﺨﻠﻮﺹ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻮﺍﺋﺐ ﻭﺍﻟﺮﻕ ﻭﺍﻟﻠﺆﻡ .
ﻭﻟﻘﺪ ﺗﻌﺪﺩﺕ ﺍﻟﺘﻌﺎﺭﻳﻒ ﻃﺒﻘﺎ ﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻣﻬﺎ , ﻓﺘﺎﺭﺓ ﺗﻌﻨﻲ ﺍﻟﺘﺤﺮﺭ ﻣﻦ ﺍﻹ‌ﺳﺘﻌﻤﺎﺭ , ﻭﺗﺎﺭﺓ ﺗﻌﻨﻲ ﺍﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﺍﻟﻈﻠﻢ ﻭﺍﻟﻘﻬﺮ ﻭﺍﻻ‌ﺳﺘﺒﺪﺍﺩ , ﻭﺗﺎﺭﺓ ﺗﻌﻨﻲ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ , ﻭﺗﺎﺭﺓ ﺗﻌﻨﻲ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺑﻤﻔﻬﻮﻣﻬﺎ ﺍﻟﻮﺍﺳﻊ .
 
ﺛﺎﻧﻴﺎ - ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﻭﺧﻠﻖ ﺍﻹ‌ﻧﺴﺎﻥ :
ﺷﺎﺀﺕ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﻳﺨﻠﻖ ﻣﺨﻠﻮﻗﺎ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﻼ‌ﺋﻜﺔ , ﻋﻨﺪﻩ ﻗﺪﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﻟﻴﻘﻮﻡ ﺑﻤﻬﻤﺔ ﺍﻟﺨﻼ‌ﻓﺔ ﻓﻲ ﺍﻷ‌ﺭﺽ ﻭﺇﻋﻤﺎﺭﻫﺎ ﻭﺗﺤﻤﻞ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ( ﻭﺇﺫ ﻗﺎﻝ ﺭﺑﻚ ﻟﻠﻤﻼ‌ﺋﻜﺔ ﺇﻧﻲ ﺟﺎﻋﻞ ﻓﻲ ﺍﻷ‌ﺭﺽ ﺧﻠﻴﻔﺔ .....) .
ﻓﺎﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﻫﺐ ﺍﻹ‌ﻧﺴﺎﻥ ﺣﺮﻳﺘﻪ , ﺿﻤﻦ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﻭﺿﻮﺍﺑﻂ ﻟﻤﻤﺎﺭﺳﺘﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﻻ‌ﺗﺤﺪﺙ ﺍﻟﻔﻮﺿﻰ , ﻭﻻ‌ ﺗﻮﺟﺪ ﺣﺮﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻷ‌ﺭﺽ ﺩﻭﻥ ﺿﻮﺍﺑﻂ .
ﻓﻬﺬﺍ ﺍﻹ‌ﻧﺴﺎﻥ ﺣﺮ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺨﺘﺎﺭ ( ﻭﻧﻔﺲ ﻭﻣﺎﺳﻮﺍﻫﺎ ﻓﺄﻟﻬﻤﻬﺎ ﻓﺠﻮﺭﻫﺎ ﻭﺗﻘﻮﺍﻫﺎ ﻗﺪ ﺃﻓﻠﺢ ﻣﻦ ﺯﻛﺎﻫﺎ ﻭﻗﺪ ﺧﺎﺏ ﻣﻦ ﺩﺳﺎﻫﺎ ) .
 
ثالثا - ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﺭ ﺍﻹ‌ﺳﻼ‌ﻣﻲ :
ﻳﻨﻈﺮ ﺍﻹ‌ﺳﻼ‌ﻡ ﻟﻠﺤﺮﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻬﺎ ﻫﺒﺔ ﺭﺑﺎﻧﻴﺔ ﻻ‌ﻋﻼ‌ﻗﺔ ﻟﻠﺒﺸﺮ ﻓﻴﻬﺎ , ﺣﻴﺚ ﻻ‌ﻋﺒﻮﺩﻳﺔ ﺇﻻ‌ ﻟﻠﺨﺎﻟﻖ ﻋﺰﻭﺟﻞ .
ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺫﻫﺐ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﻲ ﺭﺑﻌﻲ ﺑﻦ ﻋﺎﻣﺮ ﺇﻟﻰ ﺭﺳﺘﻢ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ : ﺇﻧﻤﺎ ﺇﺑﺘﻌﺜﻨﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻨﺨﺮﺝ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ﻣﻦ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ﺇﻟﻰ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ .
ﻭﺑﻘﻲ ﺍﻹ‌ﻧﺴﺎﻥ ﺣﺮﺍ ﻓﻲ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ : ﺇﻣﺎ ﺷﺎﻛﺮﺍ ﻭﺇﻣﺎ ﻛﻔﻮﺭﺍ .
ﻭﻳﺘﺤﻤﻞ ﺍﻹ‌ﻧﺴﺎﻥ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭﻩ .
ﻭﺣﺘﻰ ﻻ‌ﺗﻌﻢ ﺍﻟﻔﻮﺿﻰ , ﻭﺿﻊ ﺍﻹ‌ﺳﻼ‌ﻡ ﺍﻟﻀﻮﺍﺑﻂ ﻟﻤﻤﺎﺭﺳﺔ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ , ﺑﻌﻴﺪﺍ ﻋﻦ ﻫﻴﻤﻨﺔ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﻭﺗﺴﻠﻄﻬﻢ .
ﻓﺎﻹ‌ﺳﻼ‌ﻡ ﻳﻨﻈﺮ ﻟﻠﺤﺮﻳﺔ ﻣﻦ ﺧﻼ‌ﻝ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﻮﺍﺯﻥ ﺑﻴﻦ ﻣﺘﻄﻠﺒﺎﺕ ﺍﻟﺠﺴﺪ ﻭﺑﻴﻦ ﻣﺘﻄﻠﺒﺎﺕ ﺍﻟﺮﻭﺡ .
 
 
*********************

 
 
مشاركة العضوة : دانه
 
إن رؤية الحرية على أنها فعل الإنسان كل ما يريد وقتما يريد لهو
 مما أجمع العقلاء على بطلانه، فذلك كفيل بجعل الحياة البشرية غارقة في الفوضوية واللا آدمية، ثم إنه من المحال أن يشعر الإنسان بالحرية الكاملة وفق هذا المفهوم، فما أكثر ما يعترض الإنسان من أمور تحول بينه وبين رغباته مهما أوتي من سطوة وقوة وإمكانات، ومن ثم لن يشعر بالحرية الكاملة أبدًا في ظل هذا الفكر المشوه.
وأنا أدعو الشباب المسلم إلى النظر والتمعن في نمط حياة الشعوب الغربية التي تترنم بالحرية بمفهومها الأخرق، فهم يفعلون ما يريدونه بلا قيود ولا ضوابط، فهل تحقق لهم الاستقرار النفسي، والسعادة والطمأنينة؟! إن الواقع يشهد على أن هذه البلاد تسجل أعلى نسبة لمعدلات الانتحار في العالم من جراء الاكتئاب والأمراض النفسية.
إن الشاب الذي يرى الحرية في فعله ما يريد لو تأمل في مسلكه لوجد أنه يفر من الحرية، ويحيط معصميه بالقيود دون أن يدري، فالذي ابتلي بالعلاقات المحرمة مع الفتيات على اختلاف درجات وصور هذه العلاقات لهو أسير تلك العلاقات، والذي يدمن المخدرات أو التدخين، لهو أسير لهذه السيجارة أو هذه المادة المخدرة، فأين الحرية التي ينشدها، إن الامتناع عن تدخين سيجارة أو تعاطي المخدرات فترة طويلة بالنسبة إليه عذاب، فهو يرضخ لها، ويلبي نداءاتها، فصار حقًا أسير شهواته.
إن الحرية كل الحرية أن يحيا العبد في ظلال العبودية لله تعالى، يوحد وجهته، ويجمع همه، فحينها لا يخضع لقيود الأرض ويحصل على الحرية، فإنما جاء الإسلام لتحرير العباد،

العبد المحلق في ظلال العبودية لله تعالى يشعر حقًا بالحرية، لأنه يستعلي بمقتضى ذلك على كل القيود وعوامل الجذب الأرضية، لذلك لا نتعجب من رجل مثل شيخ الإسلام ابن تيمية عندما يهزأ بقيود الأرض قائلًا: "ما يصنع أعدائي بي؟ أنا جنتي وبستاني في صدري، أين رحت فهي معي، لا تفارقني، أنا حبسي خلوة، وقتلي شهادة، وإخراجي من بلدي سياحة"
 
إن الرسول صلى الله عليه وسلم قد بين في الحديث الصحيح أن: ((الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر))
، فلن يرى المؤمن الراحة الكاملة إلا في الجنة،
إذا فالأمر يستحق أن يكد الإنسان ويتعب نفسه من أجل تحقيق هذا الهدف
 
 
*********************
 
 
مشاركة العضوة : رابعة
 
تعريف الحريه : -
 "الحرية هي غياب الإكراه"
الحرية هي حالة التحرر من القيود التي تكبل طاقات الإنسان وإنتاجه سواء كانت قيودا مادية أو قيودا معنوية،ح
هي إمكانية الفرد بدون أي جبر أو ضغط خارجي على إتخاذ قرار أو تحديد خيار من عدة إمكانيات موجودة.

هل هي مطلقة ام مقيدة ؟
قسموا الحرية إلى مطلقة ومقيدة. والمقصود من الحرية المطلقة رفض اي نوع من انواع القيود، فلو خلي الإنسان وهواه لاختار التفلت من كل قيد. والمراد من الحرية المقيدة الحرية بلحاظ بعض القيود.
ومع ان الدين الاسلامي لاحظ مسألة الحرية في كل تشريعاته إلا انه رفض الحرية المطلقة لانها تعني انحدار الإنسان من رتبته الإنسانية الى الرتبة الحيوانية.

 بهذا الموقف المنهجي العقلاني إذا جاز لنا نعته بالعقلانية, نستطيع الولوج إلى تناول مسألة الحرية
بل ان الحرية لا تكون الا مقيدة، ويستحيل وجود الحرية المطلقة،
لأن كل حرية تستدعي قيدا. فقد كان النبي يوسف عليه السلام عبدا من حيث الجسد، ولكنه كان سيدا من حيث الروح، وبمقتضى كونه سيدا رفض الانصياع لإغراءات امرأة العزيز، لان الانصياع لها يفضي الى عبودية الروح.
ولكن رفض العبودية تلك يستلزم عبودية من نوع آخر: "قال رب السجن احب الي مما يدعونني إليه"2.
فكل حرية تستدعي قيداً.
فإذا أراد الإنسان أن يعيش في مجتمع يحتكم لنظام الاسلام، فلا بد أن يتقيد بالقوانين التي يستلزمها هذا النظام، بل ان التقيد بالنظام يدل على الرقي والتمدن وليس على التخلف والاستعباد.
 
 "إن فكرة الحرية المطلقة التي يمكن أن ننعتها بالميتافيزيقية، وخاصة في تعارضها مع الطبيعة تقتضي وجود فعل إنساني محرر من جميع العلل" نستنتج من هذا التعريف: أن الحرية المطلقة هي القدرة على الفعل أو الامتناع عن الفعل في استقلال عن الإكراهات الخارجية والداخلية (أفكار وغرائز وعادات...)
تنحو العديد من الفلسفات والأديان والمدارس الفكرية إلى أن الحرية جزء من الفطرة البشرية فهناك أنفة طبيعية عند الإنسان لعدم الخضوع والرضوخ وإصرار على امتلاك زمام القرار،

 أما الحريه المقيده, فهي الضابط الأخلاقي أو ألقيمي الذي من خلاله تتم عملية توجيه المعرفة والممارسة معا, خدمة لأهداف الحرية. وهي تحقيق إنسانية الإنسان.
 
تبرز هنا دائما اشكالية فلسفية دينية في الجمع بين علم الخالق المطلق (حسب الاعتقادات الدينية) وحرية الاختيار الإنساني، هذه القضية وإن كانت دوما مكان جدال مستمر في المدارس الفلسفية المختلفة فإن معظم التوجهات الدينية تنحو إلى مواقف وسطية تثبت العلم المطلق للخالق (و هو امر لا مفر منه في أي عقيدة دينية) مع حرية اختيار الإنسان (و هو امر لازم لإثبات مسؤولية الإنسان تجاه أفعاله وهذا ما يبرر العقاب الأخروي في العقائد الدينية).
 
     أخيرا نقول : الحرية قيم إنسانية شمولية تبدأ بمعرفة الذات أولاً , ثم معرفة القيم الأخلاقية التي يحددها المجتمع لسقف الحرية ثانيا, ثم مسؤولية الفرد ذكراً كان أم أنثى, فيما يتصرف أو يمارس من سلوكيات تجاه ذاته والآخرين ثالثا . فالإنسان في مجموعه إضافة لكونه قيما مادية تعبر عن علاقات اجتماعية, فهو يشكل قيما أخلاقية أيضا, تحدد درجة معياريتها طبيعة الظروف الموضوعية والذاتية التي تفرضها المرحلة التاريخية المعاشة, وعلينا أن نلتزم بحدود هذه القيم في الوقت الذي علينا فيه أن لا نستسلم لما هو سلبي فيها, وأن ونعمل على إزاحة ما يعيق من ممارستنا لحريتنا من أجل تعميق وزيادة مساحة ما هو إيجابي في هذه القيم, فالحرية في المحصلة شرط أساس لإبداع الإنسان, وكشف كل ما هو جوهري ويساعد على تنمية جوهر إنسانيته, وهذا لن يتحقق إلا بوعينا لذاتنا, وممارستنا العقلانية القائمة على هذا الوعي, ومسؤوليتنا تجاه ذاتنا والآخرين معا
 
 
*********************
 
 
جزى الله الجميع عنا وعنكم خير الجزاء

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق